كسائر البشر يموت الكتاب.. وكسائر الخلائق تفنى كتاباتهم.. تذوب أحرفهم، تجف بحورهم وتهدم أبياتهم تاركة كاتبها متعشماً بحرفٍ يتيم خطه قلمه..إلى أن تسكب الحياة ماءها على صفحته.. ويتخلى الحبر (ماؤه الملون المقدس المنزه) عن المقام الرفيع الذي منحه إياه.. فيكسر قالب حرفه ويفك كلماته وخطه ويمزق فِكره، ليعود لأصله.. ليعود ماءً متمرداً لا شكل ولا لون ولا غاية.. راسماً لنفسه حياة أخرى غير حياة الحرف البائس الذي يحيا ليحي كاتبه وحسب متخذاً شكل بقعة كبيرة باهتة اللون، مشوهة الملامح
يتخذ شكل خيبة.. بعد أن كان أملاً
أتعلم يا صديقي.. قبور الكتاب مختلفة.. كبيرة كخيباتهم، مبعثرة كأفكارهم، وجائعة كأقلامهم.. تأكلهم بأرواحهم وأحلامهم، لا يسعها انتظار موتهم حتى
لا أعلم حقاً أي حرف متمرد جاء بي هنا.. وأعي أني فقدت الحلقة الرابطة بين الفكرتين.. أو لعلي لم أجدها أصلاً.. إذ لا طريقة محددة او مألوفة لموت الكتاب.. فهم يموتون عدة موتات وكلما ماتوا يقلبون الصفحة بالنفس الأخير ويبدأون من جديد.. لذا إياك أن تقرأ اقتباساً
إياك أن تعجل بموتهم
٤/٣/٢٠١٩م بعد أن سلبتني نصاً قديماً حفنة ماء
This Post Has 2 Comments
قد يموت الكاتب … ولكن أثر كلماته لا يموت .. كأثر الفراشة .. لا حرمني متعة قراءة ما تكتبين و لاجف حبرك ولا فض فوك
أشكر حفنة الماء التي (على الرغم من أنها سلبتك النص القديم) أهدتنا نصا جديدا. وأما عن الكلمات فهي خالدة لا تموت بموت كتابها ولكن وحده كاتبها يعرف كل شيء عنها