رسا السفين

حان الردى.. ولكم سعيت على المدى
حان الردى.. و اليوم أرحل مفردا

يا أرض.. يا قبري الذي وُرِيتُه
ضمي شتاتيَ قد أتيتكِ مُلحَدا

يا محصيَ الأموات دون ها هنا
قل جاء للدنيا كقطرٍ من ندى

ونسيم صيفٍ.. و ربيع مودةٍ
طول السنين مع الصباحِ تجددا

قل مر أغنيةً شداها بلبلٌ
واسترسلت فيها الجبالُ تَنهُدا

قل رافقَ الأشجار صلى مثلها
قل قلَّدَ العصفور طار مغردا

سمَّى الزهور كما الكواكب كلَّها
أعطاها إسماً خالداً متفردا

قل جابَ في الدنيا كصرخةِ ثائرٍ
ما كفَّ إلا مرجفاً قلبَ العِدا

قل عاشَ يروي الحق عذبَ دمائهِ
واليومَ يرويه الغمامُ مُمَددا

أكتب هنا ..واملأ بحبرك صفحتي
علِّي أجده أمامَ ربيَ شاهِدا

يا ريح مري قلبَ أختيَ سلمي
قولي أحبَّكِ وَ يُحبكِ سرمدا

يا شمسُ لفي باليقينِ أحبتي
لا تتركي فيهم حزيناً كامِدا

يا بحر واتلو للنجوم قصيدتي
و ادعو الإله بأن أجاورَ أحمدا

صلى عليه عظيمُ ربي كلما
جاد السحابُ وكلما طيرٌ شدا

آن انطفائي بعد طول عواصفٍ
آن الرحيل لمن عبدت موحِدا

ورسا السفينُ إلى شواطئ رحمةٍ
وهوى الشراع عن الصواري وهدا

ربي أحب رؤاك أحبب رؤيتي
واكتب لي عندك في جنانك سؤددا

ربي سألتك في حياتيَ دائماً
أن تصطفيني حاملاً قبس الهدى

وحبوت نحوك يا إلهي مخلصاً
من للفؤاد سواك حياً ماجدا

إن كان لي ذنبٌ عظيمٌ ربما
أو كان لي عملٌ يُعَدُ مُحمدا

بجزيل عفوك بالجنان تعزني
بجليل عدلِك قد أساق مصفَّدا

إني رضيت قدير حكمكَ إنما
أرجوك لطفاً غامراً و مؤبدا

17.7.2021

!.شارك مع أصدقائك

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on email
Email
Share on whatsapp
WhatsApp

This Post Has One Comment

  1. Nesreen Abosaleh

    رسى السفين بعد أن تعب ربانه الله يحسن خاتمتنا أبدعت رامة الغالية

Leave a Reply

المزيد للقراءة

عصفورة

عصفورةٌ طارت إليَّ تبخترا…ألقت سلاماً بالحياءِ تخمرا من حلوةٍ ذاب الفؤاد بحبها…شقراءُ تخفي في عيونها أبحرا كالبدر إن طلَّت أنار جمالها…والجمع ُإن تبدو يصيح مكبرا

...تابع القراءة

الرمادي

..أكره اللون الرمادي بشدة..أكرهه من أعماق أعماق قلبي عاهدت نفسي أن لا أقحم الكره في قلبي ما حيّت لكنه نجح باعجوبة بكسر عهدي..لربما ليس ذنبه

...تابع القراءة