..أكره اللون الرمادي بشدة..أكرهه من أعماق أعماق قلبي
عاهدت نفسي أن لا أقحم الكره في قلبي ما حيّت لكنه نجح باعجوبة بكسر عهدي..لربما ليس ذنبه فأنا من شحذت
سكينه التي أراقت دمي بوضعي العهد منذ بادئ الأمر
!..أ تعلمين
بعض النصوص وإن لم تكن سماوية تقدس تماماً كنص جبران خليل جبران الذي يلازمني كظلي.. كروحي وأنفاسي
“نصف حياة”..ما أنت يا جبران..ما أنت!.. أما وجدت تعبيراً أقسى وقعاً على النفس من هذا.!؟
..أبلغ من هذا.!. كانت نصف تكفي لتقتلني فما بالك إن كان النصف حياة.. “حياة لم تعشها” كما وصفت
!ما أنا إذاً اليوم..أ أكون النصف
قل لي..أ يدونني التاريخ على صفحات الأحياء أم الأموات..بل أ أدون حتى!؟
أشهدت ما كتبته يا ترى أم اختلقته كما أختلق نصف حياتي لأتمم النصف الذي أملكه منها..
!..وذلك إن كنت أملكه بأسره طبعاً
..الرمادي يا جبران
..الرمادي هو النصف الذي وصفته أو لعله نصفه الآخر
الرمادي يفوق الأسود قتامة وشؤماً وأهل الرمادي يا جبران أشد عذاباً من أهل جهنم فؤلائك في عذابٍ لا يعرفون عنه
مصرفا أما الرماديون كأهل الأعراف يرون العذاب ويرون النعيم لكن لا هم بمعذبين فتغفر ذنوبهم لينعموا ولا هم
بمنعمين فتطمئن قلوبهم
..-كما لو أن مصيرهم ناقص.! -وتعالى الكامل عن ذلك
يقفون في تيه في عجز ..في نقص
..يركضون دائماً وراء النصف الآخر وإن كان سيجرهم إلى قعر الجحيم
..أنا النصف يا جبران.. أنا النصف الذي نفيت
..لذا لا أملك أن أكمل